تعد الأحلام من المواضيع التي يتتبع أثرها العديد من العلماء بتخصصاتهم المختلفة، فمنهم من يحاول تفسيرها من خلال التشريح الفسيولوجي للمخ، بينما يحاول علماء الدين تفسيرها بما ورد إلينا من علم من السلف الصالح، وفي الوقت ذاته يحاول علماء النفس ربطها بما يتعرض له الإنسان من مواقف ومشاعر، وهذا ما نتطرق إليه اليوم.
سنتعرف من خلال المقال على أنواع الأحلام في علم النفس بالتفصيل، وفوائد الأحلام للعقل والنفس، تابع معنا
تنقسم أنواع الأحلام في علم النفس إلى 7 أنواع، وهي:
تشير الدراسات أن 50% من الأحلام تكون مقتبسة من ذاكرة الفرد، إذ يعيد العقل صياغة بعض الأحداث حديثة العهد، أو ذكريات قديمة محفورة في ذهن الإنسان، وتضمينها بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الحلم، فالحلم الواقعي يتميز عن باقي أنواع الأحلام في علم النفس بأنه يعبر عن الفرد، والعوامل الخارجية التي تؤثر فيه وفي عقله اللا واعي.
أحلام الخيال هي النوع الثاني من أنواع الأحلام في علم النفس، وتتميز تلك الأحلام بقدرتها على الترويح عن النفس من الضغط اليومي الذي يتعرض له الإنسان، فقد يكون الحلم مزيجًا بين رواية قرأها النائم مؤخرًا وحياته اليومية، أو قد يكون الحلم لحياة معاكسة تمامًا للواقع الذي يعيشه الإنسان، فمثلاً: أن يحلم عامل بأنه المالك الأصلي للمصنع الذي يعمل به.
قد يحمل الحلم رموزًا للواقع الذي يعيش فيه الإنسان، فقد يتعرض الإنسان لكرب في حياته، ويتمثل له في الحلم على هيئة وحش يواجهه، وقد يحمل التغلب عليه بشارة للحالم بقرب التخلص من مصدر الأذى.
الحلم الملهم هو النوع الرابع من أنواع الأحلام في علم النفس، وهذا الحلم يحتوي على حل لمشكلة ما عند الحالم، أو يحمل فكرة إبداعية طال بحث الحالم عنها، ويرجع السبب في عبقرية تلك الأحلام، أن الذاكرة تكون محسنة أثناء النوم العميق، وبالتالي يكون العقل أنشط، ولديه قدرة قوية على التخطيط للمستقبل، وربط العناصر ببعضها البعض لتوليد أفكار إبداعية متفردة.
تنتشر الكوابيس بشكل أكبر بين المراهقين والأطفال، وتتضاءل نسبتها مع تقدم العمر، في بعض الحالات تكون الكوابيس مرتبطة بالحالة النفسية للحالم، أو ربما لا علاقة لها بذلك، فقد تتوارد الكوابيس لشخص لا يعاني من أية اضطرابات في حياته، وتكون على فترات متباعدة وغير منتظمة، على عكس إن كان هذا الشخص يعاني من مشاكل نفسية.
فتعد الكوابيس من أكثر الأعراض شيوعًا في حالات اضطراب ما بعد الصدمة أو في المشاكل النفسية عمومًا، وقد يسوء الأمر حتى يصل إلى الأرق أو عدم انتظام الساعة البيولوجية، وأيضاً تعاطي الكحوليات والمواد المخدرة أو بعض الأدوية كالمهدئات والأقراص المنومة يزيد من معدل الكوابيس عن الحد الطبيعي.
في الحلم الواعي يدرك النائم تمامًا بأنه مجرد حلم، على عكس باقي أنواع الأحلام في علم النفس، التي يجهل فيها الحالم حقيقة الوضع.
وعادة ما يبدأ الحلم الواعي بتشكيك الحالم في أحداث الحلم، وأنه من غير المعقول أن تكون واقعية، حتى يتيقن تمامًا أنه في حلم، ومع الوصول لتلك النقطة يصبح الحالم هو المحرك الرئيس لمجريات الحلم، ويمكنه التحكم في أفعاله وفي الشخصيات الأخرى في الحلم.
يجذب هذا النوع من الأحلام عددًا كبيرًا من البشر الذين يودون تجربة العيش في عالم موازي لعالمهم، مع مطلق الحرية للتحكم فيه، وأيضًا للحلم الواعي فوائد أخرى، إذ يساعد الحلم الواعي في الحد من الكوابيس في حالات اضطراب ما بعد الصدمة، والتأهيل الجسدي لبعض الحالات.
ومن الحلم الواعي نصل إلى النوع السابع والأخير من أنواع الأحلام في علم النفس.
نادرًا ما يتم رصد الأحلام الخارقة للطبيعة، وتتضمن تلك الأحلام بعض الظواهر التي لم يصل العلم إلى تفسيرها بعد، فمثلاً قد يحلم شخصان بنفس الحلم في آن واحد، أو أن يراود الشخص مشهدًا من حدث مستقبلي، ويشهده العالم بالفعل، أو أحياناً ما يكون الحلم عبارة عن رؤية لميت يرسل رسالة معينة لك أو لأحد الأشخاص في دائرتك.
وبذلك نكون أنهينا 7 أنواع من أنواع الأحلام في علم النفس، ومنه ننتقل للسؤال الثاني.
لطالما كان سؤال "لماذا يحلم الإنسان" من الاسئلة الملحة التي لا يمكننا الجزم بإجابة لها حتى الآن، ولكن من خلال الدراسة والبحث، وجدنا أن للأحلام تأثيرات محمودة على عقل الإنسان، ومنها:
سبق وذكرنا الحلم الملهم، فهل بالفعل يمكن للأحلام أن تحسن من قدرتنا الإبداعية وتساعدنا في جلب أفكار أكثر ذكاءً؟
في الحقيقة أن بعض الفنانين مثل مايكل أنجلو كان يدعي أن مصدر إبداعه ومستودع أفكاره هي الأحلام، وأن للأحلام دورًا كبيرًا فيما حققه من أعمال إبداعية وتحف فنية لا تكرر، وإذا أردنا الاستعانة بالدراسات العلمية، فالدراسات أثبتت أن الأشخاص الأكثر قدرة على تذكر الأحلام هم الأكثر إبداعًا في عملهم أو في حل المشكلات التي تواجههم.
أما عن السبب في ذلك، فهو ليس مؤكدًا حتى الآن، ولكن يفترض العلماء أن الأحلام تساعد في ربط العناصر التي قد لا يعتقد الإنسان في يقظته أنها مرتبطة حقًا، وتعطي أيضًا نظرة مختلفة للأمور من زاوية لم يعلم النائم بوجودها قط؛ وبذلك تصبح الأحلام أحد الساحات التي يمكنك أن تتجول فيها أثناء مطاردتك للأفكار.
يتلقى المرء العديد والعديد من المعلومات طوال اليوم، والتي تتفاوت في أهميتها بالنسبة للعقل، وأثناء الحلم يفهرس عقلك المعلومات والأحداث المهمة، والتي بدورها تساعدك في استيعاب تلك الأحداث بشكل أعمق، وترسيخها داخل عقلك بالصورة النهائية التي ستحفظ عليها الذكرى.
وفي الوقت ذاته تساعدك في التخلص من المعلومات الأقل أهمية أو عديمة القيمة، ويفسح المجال للمعلومات المهمة التي ستتلقاها في الصباح التالي، فيمكننا التخيل أن الأحلام هي غبار الأفكار الناتج من عمليات الترتيب وتحديد الأولويات التي يفعلها عقلك.
يتعرض الإنسان خلال اليوم إلى تقلبات مزاجية ومشاعر مختلفة السعيدة منها والحزينة، ولا تكون الفرصة دائما مواتية للتعبير عن كل المشاعر بداخله، ولكن بالأحلام يجد الإنسان وسيلة للتعبير عن كل مشاعره المكبوتة،من خلال سيناريوهات يختلقها عقلك، ويسمح لك فيها بإطلاق سراح جميع مشاعرك غير المصرح بها.
نجد مثلاً أن الأشخاص الذي سبق وتعرضوا لحادث مأساوي أو لصدمات في حياتهم أكثر عرضة للكوابيس من غيرهم؛ إذ يساعدهم العقل على تخطي تلك الأزمة من خلال تصوير مخاوفهم وأفكارهم.
أو إن كان لديك غاية أو هدف تتمحور حياتك حوله، فنجد أنها تتمثل في الأحلام بأكثر من طريقة حسب مشاعرك الحالية حولها، فقد يقودك الشعور بالأمل والتفائل إلى الحلم بتحقيق مرادك، والوصول لغايتك أخيرًا، وقد ينعكس إحساسك باليأس على أحلامك، فتحلم بضياع حلمك وانتهاء أملك.
وأخيرًا، طالما كانت الأحلام إحدى الحجرات الغامضة في عقل الإنسان، واختلفت الحضارات على مر العصور في تحليلها والتعامل معها، وفي وقتنا الحالي يحاول العلم التبحر أكثر في فهم أسبابها ومدلولها، ويظل الخيار المتاح لدينا هو أن نعتد بعلم السلف الصالح ودراسات العلم الحديث ورأيه في تلك الظاهرة المثيرة.
تعرف على أبرز أحلام الأطفال في علم النفس ودلالاتها: 1- الحلم بالحيوانات 2- الحلم بالضياع بعيدًا عن الأهل 3- الحلم بعدم وجود أصدقاء وغير ذلك
نعرض من خلال هذا المقال أبرز حقائق عالم الأحلام مثل تعريف الحلم، ومتى يحدث، ولماذا ننسى معظم أحلامنا، وغير ذلك فتابع معنا.
نعرض أبرز صفات مفسر الأحلام التي يجب توافرها: 1- الحكمة 2- السمعة الحسنة 3- معرفة عادات وتقاليد البلد التي يفسر فيها 4- العلم بالسحر والعين فتابع معنا