هل تعلم أن معظم البشر يقضون حوالي ساعتين تقريبًا في الحلم كل ليلة، وسواء كانت الأحلام ممتعة أو مخيفة، فمن الممكن أن تؤثر على صحة الفرد العقلية والنفسية أو تكون نتيجة لهما.
وتعد الأحلام ظاهرة صحية تحدث لأغلبنا بشكل متكرر، ولكن كثيرًا ما تؤثر الحالة النفسية للفرد على ما يحلم به ليلًا، وقد تكون الأحلام المزعجة هي علامة للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية الشائعة.
نعرض لك في هذا المقال تأثير الحالة النفسية على الأحلام، وما هي العلاقة بين الأحلام والصحة النفسية والعقلية، وما هي أسباب الأحلام، تابع معنا.
تشير الدراسات إلى أن الأحلام يمكن أن تتأثر بالحالة النفسية للشخص بما في ذلك تفكيره وشعوره وسلوكه، وغالبًا يكون الحلم استخلاص لتجارب نهارية مر بها الرائي.
بالإضافة لأغلب الأبحاث التي تناولت العلاقة بين الصحة النفسية والعقلية للشخص والأحلام التي يراها، وأنها قد تكون عرضًا لحالات نفسية معينة، ويمكن أن تتطور لتأثيرات نفسية أخرى مثل تغيرات حادة في المزاج أو طريقة تفكيره أو سلوكياته.
وترتبط معظم حالات الصحة النفسية والعقلية بالأحلام السيئة والكوابيس، ولكن لا تزال العلاقة بينهم غير مفهومة ومعقدة.
ولكن أكدت الدراسات إن سواء رؤية الشخص لحلم سعيد أو كابوس فهذه إشارة للاستقرار النفسي أو التعرض للضغط العصبي، وتكرارها يرتبط بتأثير الحالة النفسية على الأحلام.
تأثير الحالة النفسية على الأحلام وتكرارها؛ فقد يرى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل القلق والاكتئاب من أحلام أكثر إزعاجًا، ومن جهة أخرى قد يرى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة بأحلام أكثر إيجابية.
ويمكن لبعض الأدوية أيضًا أن تؤثر على الأحلام؛ فعلى سبيل المثال الكوابيس هي أحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للذهان والانسحاب منها.
وعلى جانب آخر فقد يكون تأثير الحالة النفسية على الأحلام لدى الأشخاص مختلف؛ فالبعض يتذكر أحلامه ويبحث عن معاني وإشارات تفيدهم في حياتهم، ويميل الآخرون لعدم تذكر أو تفسير الأحلام فليس لها آثار باقية بعد الاستيقاظ.
ويبدو أن الأحلام مرتبطة بنفس أجزاء الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر، ورغم عدم فهم الباحثين لهذه النقطة بشكل كامل إلا أنهم وجدوا ارتباطًا بين محتوى الحلم والصحة النفسية للرائي فبعض الأشخاص أفادوا أن المشاعر الناتجة عن الأحلام سواء جيدة أو سيئة فيمكن أن تنتقل وتؤثر على مزاجهم في اليوم التالي.
فالبنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تميل أحلامهم إلى الكوابيس وتكرارها، كما ترتبط هذه الكوابيس بمحاولات لإيذاء أنفسهم.
ترتبط بعض الأحلام والكوابيس ببعض الاضطرابات العقلية والنفسية، ويمكن من خلالها الكشف عن حالة الشخص، ومن أبرزها:
الكوابيس هي أحلام مخيفة تتسبب في إيقاظ الشخص؛ مما يؤثر سلبًا على جودة نومه، وغالبًا ما تتكرر ويسهل تذكرها بعد الاستيقاظ مما ينقل شعور سيء للرائي.
وقد يبدأ الحالم في رؤية الكوابيس بعد خسارة شخصية، أو المرور بفترة توتر وقلق، أو بعد تجربة صعبة، ويمكن أيضًا أن تحدث الكوابيس نتيجة لتناول بعض الأدوية أو بعد التوقف عن المخدرات والكحول.
ويعاني حوالي 20% من الأطفال و6% من البالغين من كوابيس متكررة، ويمكن تشخيص الكوابيس المستمرة التي تؤثر على قدرة الشخص في أداء وظائفه في حياته اليومية على أنها اضطراب الكوابيس، على عكس الكوابيس العرضية.
يظهر تأثير الحالة النفسية على الأحلام بشكل كبير في حالة إصابة الشخص بالاكتئاب، وهذا المرض ليس مجرد مشاعر مؤقتة من الحزن أو الغضب وهو حالة نفسية تؤثر على حياة الشخص بشكل سلبي.
يرتبط القلق أيضًا بالأحلام السلبية والكوابيس سواء عند الأطفال أو كبار السن، والقلق هو تجربة طبيعية تزيد من التركيز وتساعد على الاستجابة للمواقف العصبية، ولكن عندما يكون القلق غير متناسب مع العامل المسبب للتوتر، ويستمر لفترة طويلة يصبح اضطراب قلق، وهو واحد من أهم الأعراض المؤثرة على الأحلام.
هو نوع آخر من اضطرابات القلق المرتبطة بالأحلام السيئة، والكوابيس من السمات المميزة لهذا الاضطراب.
وهذا ما أثبتته الدراسات أن حوالي 80% من الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة يعانون من الكوابيس، وغالبًا ما تحتوي على أحاسيس شعروا بها أثناء تجربة مؤلمة، وفي حالة الأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة؛ فقد تحتوي أحلامهم على أشياء مخيفة ليس لها علاقة بما تعرضوا له.
ترتبط الأحلام والذهان بشكل كبير حيث يقترح بعض الباحثين أنهما يشتركان في آلية مماثلة؛ فالاضطرابات الذهانية هي مجموعة من الحالات الصحة العقلية التي يكافح فيها الشخص للتمييز بين الحقيقة والأوهام.
ويعاني ما يقرب من 55% من مرضى الذهان من الأحلام الغريبة والكوابيس المتكررة.
تعرف على: تفسير حلم كسوف الشمس للعزباء.
لمعرفة ما إذا كان تأثير الحالة النفسية على الأحلام هو السبب الوحيد فيها أم يوجد أسباب أخرى.
فقد وجد الباحثون أن هناك أسبابًا أخرى أيضًا وراء الأحلام، ومنها:
تشير نظرية سيجموند فرويد أن الأحلام فرصة للعقل لتحقيق الرغبات والأماني اللاواعية؛ إذ تسمح الأحلام للناس بالتعبير عن المشاعر والأفكار والدوافع التي قد تكون غير مقبولة أو مكبوتة أثناء اليقظة.
تقترح نظرية أن الذكريات تُخزن في المخ أثناء النوم، والأحلام تساعد في تقوية أو دمج الذكريات الجديدة والقديمة معًا.
وتشير نظرية أخرى أن الأحلام تساعد المخ على معالجة المشاعر وفهمها، وتخزين الذكريات العاطفية، وحل المشكلات.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأحلام تساعد الدماغ على التعميم، ويعني هذا تطبيق الخبرات والمعارف السابقة على الحاضر، ولأن الأحلام عادةً ما تكون خارجة عن المألوف، فإنها تساعد الدماغ على التحول من حفظ التفاصيل اليومية ودمجها في منظور أوسع.
ويعتقد بعض الباحثين أن الأحلام ليس لها وظيفة على الإطلاق، ووفقًا لهذه النظرية قد يكون الحلم سمة غير مهمة في مخ النائم؛ إذ يستمد صوره من الذكريات والمعرفة دون وظيفة محددة.
الحلم عبارة عن عملية استدعاء لبعض الأحداث التي يمر بها الشخص خلال اليوم أو الأشياء التي تشغل باله قبل النوم مباشرةً، وهذا أحد أهم تأثير الحالة النفسية على الأحلام.
وتحدث خلال مستويين؛ الأول يعتمد على آخر ما فكر به الشخص، والثاني يكون أعمق ويتضمن كل الرغبات الكامنة في العقل الباطن أو بعض التطلعات التي يتأملها الشخص، ويكون النوم فرصة للتنفيس عن هذه الأفكار ويسمى هذا بأحلام النوم.
وقد يرى الشخص بعض التخيلات قبل النوم ويظن أنها رؤيا، ولكن تكون الحقيقة أنها تخيلات ناتجة من عوامل نفسية تأثر بها.
وتسمى هذه المرحلة بالخيال النفسي لما يريد الشخص تحقيقه وتأتي بيت مرحلتي ألفا وهي "مرحلة النعاس"، ومرحلة بيتا وهي "التعمق في النوم".
تؤثر الحالة النفسية بشكل كبير على محتوى الحلم، وتتميز الأحلام بالرموز التي تشير لدلالات كثيرة للرائي.
فقد ذُكِر أن الرؤى لها دلالات في القرآن الكريم تفيد الإنسان لتحصين نفسه أو تجعله يستعد لفترة قادمة، وتأتي أيضًا لتحذير الشخص من أفعال أو أشخاص في حياته.
وعلى سبيل المثال في حلم فرعون كان دلالة البقرات السمان لسنوات الرخاء، والبقرات العجاف ترمز إلى سنوات القحط.
ورمزت الكواكب والشمس والقمر نموذج لسيدنا يوسف وإخوته.
وانتشر تفسير الأحلام التي تعتمد على كتب كبار العلماء واجتهادات بعض المفسرين ليجدوا لكل ما يُرى في الأحلام رمزًا في الحقيقة، ويكون تأثير الحالة النفسية على الأحلام بعين الاعتبار في تأويل الرؤى لإنها تعتمد على حال الرائي ونواياه.
وفي حال حلمت برؤيا وتحتاج إلى تفسير دقيق على يد متخصصين، توفر لك منصة عبّر ذلك بناءً على تفاصيل رؤيتك ومعرفة حالتك في الحقيقة. تواصل معنا الآن.
تعرف أيضًا على: تفسير حلم النجوم والكواكب في المنام.
وأخيرًا، الأحلام ظاهرة صحية تدل على التوازن بين الصحة العقلية والنفسية، كما أنها مهمة للتنفيس عن الرغبات المكبوتة في العقل اللاواعي.
ووجد العلماء أنه يوجد عوامل كثيرة تساهم في شكل الحلم وتصوره، ومن أهمها تأثير الحالة النفسية على الأحلام، فإذا كان الشخص سعيدًا في يومه رأى حلمًا سعيدًا، وفي حال كان يعاني من مزاج سئ أو أي اضطراب نفسي فهذا يساهم في رؤيته لأحلام مزعجة وكوابيس كثيرة.
Why do we dream? The purpose and impact of dreams on sleep.
7 Best studies on dreams influencing mental health.
Dreams: Why they happen & What they mean.
The relationship between dreams and mental health.
Psychology of dreams: What they tell you about your mental health.
نعرض من خلال هذا المقال أبرز حقائق عالم الأحلام مثل تعريف الحلم، ومتى يحدث، ولماذا ننسى معظم أحلامنا، وغير ذلك فتابع معنا.
تعرف على تفسير حلم النمل بالتفصيل. تفسير حلم النمل يلاحقني، تفسير عدد وحجم النمل في المنام، تفسير سماع النمل في المنام، تفسير حلم النمل يطير في المنام، وغير ذلك
نعرض في هذا المقال تفسير حلم العقرب للعزباء، والمتزوجة، والحامل، والمطلقة، وغير ذلك الكثير، فتابع معنا.