الوضوء قبل النوم من السنن المهجورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم، والتي ذُكرت في مواضع مختلفة في أكثر من حديث شريف، وعَدد علماء الدين أفضالها في تحصين النفس أثناء النوم من كل شر وأذى.
فما هي فائدة الوضوء قبل النوم؟ وما هي السنن الأخرى التي يستحب للمسلم عملها أيضاَ قبل نومه؟ سنتناول كل ذلك في المقال.
للوضوء فوائد عديدة، فكثرة الوضوء والحرص على البقاء طاهرًا تمحو الذنوب والخطايا، ولكن للوضوء قبل النوم فوائد إضافية، ومنها:
قال -رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "من بات طاهرًا، بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل، إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلانًا، فإنه بات طاهرًا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
استدل من هذا الحديث على فائدة الوضوء قبل النوم في استغفار الملائكة للنائم، واختلف العملاء على تفسير مصطلح طاهرًا، فالبعض رأى أن المعنى مقتصرًا على الطهارة الجسدية فقط، والتي تتمثل في الوضوء قبل النوم.
والبعض الآخر رأى أن الطهارة في موضعها لها مدلول روحي بالإضافة إلى مدلولها الحسي، فتتمثل الطهارة في الوضوء والتوبة لله سبحانه وتعالى من كل ذنب أحاط بالإنسان.
وفي كلتا الحالتين فالطهارة تستوجب أن ينام المسلم على وضوء كوضوء الصلاة، حتى تستغفر له الملائكة طوال نومه.
النوم موتة صغرى، ففي الآية الكريمة: "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" (الزمر: 42).
توضح الآية كلاً من الموتتان؛ الكبرى والصغرى، والمقصود بالموتة الكبرى هو انتهاء حياة الإنسان، وخروج الروح، والموتة الصغرى تتمثل في النوم.
وأوضح الإمام القرطبي أن فائدة الوضوء قبل النوم تكمن في أن النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن، ولذا يستحب أن يستعد الإنسان للموتة الصغرى -أي النوم- بالوضوء، وحتى إذا باغت الإنسان الموت في نومه، فيصعد إلى خالقه طاهرًا.
يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» سنن أبي داوود.
فيبين الحديث الشريف فائدة الوضوء قبل النوم في استجابة الدعاء، فمن ينم على طهارة، يكون مجاب الدعاء في شئون الدنيا والآخرة.
تكمن فائدة الوضوء قبل النوم الرئيسة في تحصين وحماية المرء من أي مس شيطاني، وتلاعب بالعقل أثناء الليل، مما يجعل الرؤيا التي يراها النائم صادقة، وتحمل قدرًا من الصحة، أو لها معنى أو مدلول معين، دون أي تدخل شيطاني قد يضل المرء.
بالإضافة إلى فائدة الوضوء قبل النوم، فوردت أحاديث وسنن نبوية أخرى يستحب للمسلم عملها قبل نومه، وتحمل فوائدًا عظيمة له، ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أوى أحدُكم إلى فراشه، فليأخذ داخِلَة إزارِه، فلينفض بها فراشه، وليُسمِّ الله؛ فإنه لا يعلم ما خَلَفَه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقِّه الأيمن، وليقُلْ: سبحانك اللهم ربي، بك وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفِر لها، وإن أرسلتَها فاحفَظْها بما تحفَظُ به عبادَك الصالحين" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نستشف من الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدد وضعية النوم الصحيحة للمسلم بأن ينام على جانبه الأيمن؛ حتى لا تباغته الكوابيس، أو يتأثر بأي من أفعال الشياطين، وحذر من النوم على البطن فعندما مر برجل يضجع على بطنه قال: "إن هذه ضجعة لا يحبها الله"
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلكما على خير مما سألتما، إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما، فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادمٍ"
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب في حديثه ابنته فاطمة وزوجها -علي رضي الله عنه- عندما جاءته تسأل عن خادم، وكان جواب الرسول بأن التسبيح ثلاث وثلاثون مرة، وحمد الله ثلاث وثلاثون، والتكبير أربع وثلاثون خيرًا من الخادم الذي يطلبانه، واختلف الرواة في العدد، فرجح بعضهم أن التكبير أيضًا ثلاث وثلاثون، والبعض رأى أن الحمد أربع وثلاثون مثل التكبير.
عن عائشة -رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عندما يأوي إلى فراشه كل ليلة يجمع كفيه، ثم ينفث فيها، فيقرأ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بكفيه على جسده بداية من رأسه ووجهه الشريفين، وكان يكرر ذلك ثلاث مرات.
لا يخفى على أحد الفضل العظيم للمعوذتين- سورة الفلق وسورة الناس-، إذ كان في نزول سورة الفلق إعانة من الله للرسول حتى يتغلب على سحر لبيد بن الأعصم اليهودي، فهي تحفظ النفس عند النوم من أي مس أو تلاعب شيطاني قد يحل بالمرء.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء أحدكم فراشه، فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات، وليقل: باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي، فاغفر لها، وإن أرسلتها، فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
جاء في هذا الحديث توصية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنفض الفراش ثلاث مرات بطرف الثوب، وفسره البخاري أن السبب في النفض هو ظلمة البيوت حينها، وأن المرء لا يستطيع أن يرى الفراش بوضوح ليلاً؛ وبالتالي من الصعب أن يلحظ وجود الحشرات أو الحيات والقوارض، وفسرها النووي بأنها صيانة للفراش من الشيطان، وإزالة للقاذورات إن وجدت.
وبذلك يكون وضع لنا نبينا الكريم سننًا يومية يتبعها المسلم قبل نومه، حتى تحصنه من شرور الليل، وكيد المخلوقات كافة، وعلى المؤمن أن يتبع هدى الرسول، ويجعل نيته في أي فعل هو إرضاء الله سبحانه وتعالى.
تعرف على أهم فوائد التأمل قبل النوم: الحصول على نوم أفضل، الحد من التوتر، تحسن المزاج، تقوية العلاقات، تعزيز الإبداع، تخفيف الآلام، تحسين الذاكرة، الحد من القلق والاكتئاب وغيره.
تعرف على تفسير حلم الوضوء: 1- صدق التاجر وأمانته. 2- رجوع الغني إلى الله. 3- صبر الفقير وتوبته. 4- قضاء الدين للمدين. 5-تفريج هم المهموم. 6- شفاء المريض.
تعرف على أهم فوائد عدم النوم بعد صلاة الفجر مثل: زيادة الرزق، والتقرب إلى الله عز وجل، والحفاظ على الفطرة، وغير ذلك