إذا كنت تستيقظ من نومك في حالة من الذعر والخوف الشديد، وتتسارع دقات قلبك، وتشعر أنك رأيت شيئاً حقيقيً ليس مجرد حلم، فهذا يعني أنك مررت بكابوس.
ومن الطبيعي أن تتعرض لكابوس في فترات قليلة من حياتك، ولكن عند تكرار حدوثه، وتأثيره بالسلب على أدائك اليومي؛ فهذا يعني أنك مصاب باضطراب الكابوس.
ونعرض لك من خلال المقال تعريف الكابوس، وأسباب الكوابيس المتكررة، وأهم الطرق للتغلب عليه.
الكوابيس تبعاً للأكاديمية الأمريكية لطب النوم هي أحلام حية، وواقعية، ومزعجة تتضمن عادةً تهديدات للبقاء أو الأمن، وغالباً تثير مشاعر القلق أو الخوف أو الرعب، وهي شائعة عند الأطفال، ولكن قد تحدث عند البالغين، فنجد أنه فيما بين 2% و 8% من البالغين يعانون من الكوابيس.
تبدأ الكوابيس عند الأطفال من سن 3 - 6 سنوات، وتقل بعد سن 10 سنوات، وتأتي أيضاً خلال فترة الشباب، وتعاني الفتيات من الكوابيس أكثر من الفتيان، وقد يعاني منها الأشخاص الأكبر في العمر ، ويمكن أن تصاحبهم لفترة كبيرة.
مع ذلك، فإن الكابوس حدث شائع، ولكن عند تكرار حدوثه يُسمى "اضطراب الكابوس" مما يسبب القلق والأرق، وبالتالي يتأثر أداء الإنسان في الأعمال اليومية.
ويحدث الكابوس في النصف الثاني من الليلة، وفي ساعات الصباح الباكر، وفي حال الاستيقاظ مذعوراً في الساعات الأولى من النوم، فهذا يُسمى "الذعر الليلي" ويكون عبارة عن مشاعر فقط وليست أحلاماً، لذلك لا يتذكر الإنسان سبب الاستيقاظ في الغالب.
وتختلف مواضيع الكوابيس من شخص لآخر، ومع ذلك هناك بعض الكوابيس الشائعة مثل: الجري، والهروب من شيء مخيف، أو حادث، أو السقوط من مكان مرتفع، أي شيء من هذا القبيل.
اقرأ أيضاً: أسباب أحلام اليقظة المفرطة وكيفية التغلب عليها.
غالباً تكون أسباب الكوابيس المتكررة غير عفوية، وناتجة عن مجموعة متنوعة من العوامل والاضطرابات الأساسية، ومن أبرزها:
وبذلك نكون ذكرنا أهم أسباب الكوابيس المتكررة، ولكي نقول أن الشخص مصاب باضطراب الكابوس يجب أن يتكرر معه أكثر من مرة في الأسبوع، ويؤثر على صحته النفسية والجسدية؛ فيسبب له الضيق والضعف في العمل، والخوف من النوم والظلام، والإرهاق، والتوتر والقلق المستمر.
من المهم معالجة الكوابيس المتكررة؛ لأنها مرتبطة بالاكتئاب، والقلق، والسلوك الانتحاري، ونظراً لأنها تسبب الحرمان من النوم، فهي مرتبطة أيضاً بأمراض القلب والسمنة.
ويمكن أن تساعدك تجربة هذه الخطوات لعلاج أسباب الكوابيس المتكررة، وتحسين نومك ونوعية حياتك.
أثبتت الدراسات أن الحرمان من النوم، والأرق واحد من أهم أسباب الكوابيس المتكررة، لذلك عليك الالتزام بنمط نوم منتظم قدر الإمكان، ويكون ذلك عن طريق:
إن المشروبات الكحولية يمكن أن تسبب التململ والاستيقاظ طوال الليل، مما قد يساعدك على تذكر الكوابيس.
يستخدم الكثير من الناس المشروبات الكحولية كوسيلة للاسترخاء والنعاس، لكنها في الحقيقة تساعد على حدوث الكوابيس، ولها العديد من الآثار السلبية التي قد تؤدي بحياة الإنسان، فحاول تجنبها نهائياً، ومن الجيد شرب المشروبات الساخنة مثل: الأعشاب التي تساعد على إرخاء الأعصاب والنوم.
ذكرنا ضمن أسباب الكوابيس المتكررة الأكل قبل النوم، لأنه يزيد من نشاط الدماغ، ولذلك يجب التوقف عن تناول الطعام قبل النوم بساعتين لثلاث ساعات، وحاول أن تكون آخر وجبة في يومك خفيفة.
يمكن أن تكون بعض الأدوية الموصوفة لعلاج حالات الاكتئاب والقلق، سبباً في تكثيف الأحلام.
والمنومات أيضاً لها تأثير على زيادة الكوابيس مثل: الأدوية المحتوية على الميلاتونين؛ الذي يعمل على ضبط الساعة البيولوجية لدينا التي تنظم نوم حركة العين السريعة، مما يؤدي لحدوث الكوابيس، إذ إن الكوابيس تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة -وهي المرحلة التي تحدث عندما تسترخي عضلاتنا ونحلم-، ويحدث الاستيقاظ أثناء حركة العين السريعة، ولذلك يمكن تذكر الحلم والشعور بالضيق.
ولذلك في حالة ملاحظة تكرار تعرضك للكوابيس في نفس وقت التغيير لدواء معين أو وقف دواء، عليك بمراجعة طبيبك.
حاول أن تمارس أنشطة تخفيف التوتر عن طريق استرخاء العضلات التدريجي، ويكون عن طريق شد مجموعة العضلات أثناء استنشاقها وارتخائها أثناء الزفير، وقد أثبت فعاليته في تقليل الكوابيس.
وذلك لأن الكوابيس تنشط الجهاز العصبي السمبثاوي، كاستجابة الجسم الطبيعية لخطر، ويمتلك الجسم أيضاً نظام استرخاء طبيعي المعروف باسم "نظام الراحة والهضم"، وتساعد استرخاء العضلات التدريجي، وأنشطة الاسترخاء الأخرى مثل: اليوجا، وممارسة التمارين الرياضية في تنشيط هذا النظام.
احرص على كتابة يومياتك، وتسجيل كل مخاوفك، ومشاعرك، فذلك مفيد في تخفيف التوتر بشكل عام، وبالتالي يعمل على تقليل الكوابيس.
تؤثر مشاهداتنا الليلية كثيراً على ما نراه في أحلامنا، فقط حاول قدر الإمكان مشاهدة المحتويات اللطيفة والإيجابية قبل النوم، وابتعد أيضاً عن قراءة وسائل الإعلام، والأخبار السيئة؛ لأنها تُسبب حدوث الكوابيس أيضاً.
يمكن التقليل من الكوابيس باستخدام "العلاج التجريبي بالصور"، فعندما تتكرر مواضيعاً وأنماطاً متشابهة في الكوابيس، فيكون سلوكاً محفوظاً في الدماغ.
ولذلك يمكنك تدوين تفاصيل الكابوس، وتغيير التفاصيل بأحداث إيجابية، وقراءتها بصوتٍ عالٍ قبل النوم، فهذا يزيد من فرصك في الحصول على نوم أهدأ.
الصمت أحد عناصر روتين النوم، وجدوا أن الأشخاص الذين لا يحبون الهدوء أثناء النوم؛ لا يعانون من الكوابيس أثناء نومهم.
ولذلك استخدم هذه الاستراتيجية، فقط جرب وجود مروحة، أو آلة، أو تطبيق لإثارة الضوضاء لعدة ليال متتالية لمساعدة عقلك على التكيف.
من الممكن أن تكون هناك حلول يمكنك فعلها لأغلب أسباب الكوابيس المتكررة، ولكن في حال لم ينجح شيئاً، وما زلت تواجه الكوابيس، عليك بزيارة معالج نفسي.
فقد تكون الكوابيس ناتجة عن مشكلات أخرى، فمن الممكن أن يعاني الشخص من "اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب المزاج"، فيكون من المفيد علاج الاضطراب الأساسي والأعراض المصاحبة له.
وأخيراً، الكوابيس طبيعية بالرغم من كونها مخيفة، وتكرار موضوع ثابت في كوابيسك يعطيك لمحة عن عقلك الباطن؛ فإنها تتأثر دائماً بالواقع، لذا عليك تحديد أسباب الكوابيس المتكررة، فإذا كانت أسباباً في أسلوب الحياة فيمكنك تصحيحه، وإذا كان اضطراباً نفسياً، فلا تتردد في طلب المساعدة، فإن العلاج النفسي يكون حلاً مثالياً، ويمكن الوصول للنجاح فيه.
Why we have nightmares and how to stop them
8 Ways to Conquer Your Nightmares Once and For All, According to Sleep Experts
9 ways to avoid nightmares from disrupting your sleep and peace of mind
تعرف على أسباب حدوث نفضة أثناء النوم، والعوامل التي تزيد من احتمالية حدوثها، وكيفية تجنبها قدر الإمكان.
تعرف على سبب اختلاط الحلم بالواقع وكيفية التخلص من تلك الحالة عن طريق عدة طرق فعالة مثل: الالتزام بروتين نوم ثابت، وممارسة أساليب الاسترخاء، وغيرهما.
نعرض من خلال هذا المقال أبرز حقائق عالم الأحلام مثل تعريف الحلم، ومتى يحدث، ولماذا ننسى معظم أحلامنا، وغير ذلك فتابع معنا.