تتنوع حالة ما يراه الإنسان في نومه، فقد يكون رؤيا صادقة، أو حلم من الشيطان، ونحو ذلك، لكن كيف يمكن للشخص أن يفرق بينهما، ويعرف طبيعة ما رأى في نومه؟
نستعرض في هذا المقال الفرق بين الحلم والرؤيا، وخصائص كل منهما.
يمكن تقسيم كل ما يراه النائم في نومه إلى ثلاثة أنواع:
وهي ما يسمى بالحلم، وغالبًا يرى فيها النائم ما يحزنه، ويضيق صدره، ويخوفه، فيبث الشيطان للنائم كل ما يزعجه حتى في نومه، ويضرب له الأمثال بكل ما يقلقه يقول تعالى: "إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا"، فمثلًا يرى العقارب، والحيات، ونحوها من كل ما يكره، فيستيقظ فزعًا، فغالبًا يكون هذا من الشيطان.
فكل ما يشغل الإنسان ويهتم له في يقظته يراه في نومه على هيئة حلم، وهو من حديث العقل الباطن، فيتصور له ما يشتهيه، ويسعى في طلبه، ويكثر الحديث عنه، وغالبًا ما يكون مطابقًا للواقع، ولا ضُر فيه.
وهي الرؤيا الحق الصادقة التي يرى فيها النائم ما يحبه ويستبشر به، وأضيفت إلى الله إضافة تشريف، وهي من النبوة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة جُزء من ستة وأربعين جُزءاً من النبوة".
وكل هذه الأنواع هي من خلق الله تعالى، وتدبيره، وإرادته.
بعد أن تعرفنا على أنواع ما يراه الشخص في نومه، نجد أن الفرق بين الحلم والرؤيا يظهر في عدة جوانب منها:
إن ما يراه النائم له علاقة وثيقة بما يفعله حال يقظته، فإذا كان الشخص صادقًا في أفعاله وأقواله، قريبًا من ربه، انعكس ذلك على ما يراه فيكون غالب ما يراه صادقًا، وهو ما يسمى الرؤيا.
أما إذا غلب عليه البعد عن الله، وكثرة المعاصي، وترك الطاعات والقربات، فكان سهلًا على الشيطان أن يتمكن منه ومن أحلامه، فيرى الأحلام المزعجة التي يكرهها، ويعد هذا الفرق بين الحلم والرؤيا من أهم الفروق المميزة بينهما.
يظهر الفرق بين الحلم والرؤيا أيضًا في نوع ما يراه الشخص، فإذا رأى ما يحب وتطمئن له نفسه، ويكون محبوبًا له فغالبًا هذه رؤيا.
أما إذا رأى ما يكره، ويضيق عليه صدره، ويصيبه بالخوف والقلق، ونحو ذلك فإنها غالبًا حلم من الشيطان ليحزنه.
يظهر الفرق بين الحلم والرؤيا في صفة كل منهما، فغالبًا ما تكون الرؤيا عبارة عن رسالة واضحة، وأمثال يضربها الملك للشخص، فتكون إما بشارة بحدث ما يسر، أو تحذير مما يضر، أو تنبيه لاجتناب أمر ما، ونحو ذلك، وغالبًا ما يتذكرها الشخص.
أما عن الحلم الذي من الشيطان فلا صفة له، ويرى فيه الشخص أشياءً متنوعة تهدف جميعها كما ذكرنا لإخافته وحزنه.
يختلف ما يجب على الشخص فعله بعد ما يرى شيئًا في نومه، وهو من الفرق بين الحلم والرؤيا الواضح، فإذا رأى الشخص ما يحب وهي الرؤيا فله أن يحدث به فقط من يثق به، ويتأكد عنده محبته، حتى لا يتسبب في زرع الحسد أو البغضاء في نفوس الغير دون أن يشعر.
أما إذا رأى ما يكره وهو الحلم فينبغي عليه اتباع توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بالنفث عن اليسار ثلاث (النفث هو نفخ لطيف بدون ريق)، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وله أيضًا أن يقوم فيتوضأ ويصلي ويستعيذ بالله من شر ما رأى، وينبغي عليه ألا يخبر أحدًا بما رأى.
بعد أن تعرفنا على أبرز النقاط التي تمثل الفرق بين الحلم والرؤيا، سنذكر عدة أمور يجب توافرها لتأكد أن هذه رؤيا أم غير ذلك.
حتى نستطيع أن نصنف ما رآه الشخص أنه رؤيا ينبغي أن تتوفر فيه عدة شروط منها أن تكون:
فإذا كان الشخص صادقًا في معاشه فستكون كذلك رؤياه صادقة، أي أنها تقع حقًا، ولا يُكذب فيها ولا في أحداثها.
حتى نستطيع أن نطلق على ما رآه الشخص أنه رؤيا، فينبغي أن تكون صالحة، أي فيها بشارة أو تنبيه من الغفلة أو تحذير من سوء، فتكون سببًا لصلاح حياة الشخص وآخرته، أو من حوله -بإذن الله-.
الرؤيا من أبرز صفاتها أنها تكون من الله، أي أنها من فضله ورحمته، وما فيها من تبشير، أو إنذار، أو تنبيه، أو إرشاد فهو منه وحده، رحمةً بعبده.
أما على الجانب الآخر فمن أبرز الصفات التي تميز الأحلام نجد:
أي أن الأحلام غالبًا ما تسبب الحزن والكدر لمن يراها، وتصيبه بحالة من السوء.
بسبب حال الشخص في يقظته، وتركه للطاعات، والإكثار من المعاصي، فيتمكن الشيطان منه، ويلقي في أحلامه ما يؤذيه، ويلعب به.
بحسب ما ذكرناه من معلومات وتوضيح الفرق بين الحلم والرؤيا، وأن الحلم هو من تحزين الشيطان وضرب الأمثال في روع الشخص وهو نائم، فإذا كان الشخص يخاف من مستقبله بشكل مبالغ فيه، ولا يعتمد على ربه، ولا يحسن الظن به، فقد سلم نفسه للشيطان، ليتربص به في نومه ويقظته.
فقد يجعله يحلم بحدوث أشياء سيئة له، ويخوفه، ويريه ما يكره في مستقبله، فينبغي على الشخص ألا يلتفت لما رأى، ويستعيذ بالله من شر الشيطان الرجيم وشر ما رأى.
أما إذا كان ما رآه الشخص في نومه رؤيا فيمكننا أن نقول هذا توقع لأمر قد يحدث في المستقبل. وفي كلتا الحالتين ينبغي على الشخص أن يحسن الظن بربه، ويتوكل عليه، ويأخذ بالأسباب التي تنفعه في مستقبله.
غالبًا يكون ما رآه الشخص في نومه إذا كان خائفًا من أمر ما أو يكثر التفكير به إما من حديث العقل الباطن فيظهر في صورة حلم يراه، أو من الشيطان إذا أراد أن يحزن الشخص فيريه ما يكرهه، ويخاف منه، ويحذره.
وقد يحدث أيضًا إذا كان الشخص صادقًا وطائعًا لربه مكثرًا من الخيرات، أن يرشده الله لما يخلصه من خوفه وتوتره، أو ما يبث في نفسه السكينة والطمأنينة، رحمةً ولطفًا من الله بعبده.
هناك أنواع مختلفة لما يراه الشخص في نومه، ومن خلال ما ذكرناه من معلومات، ومعرفة الفرق بين الحلم والرؤيا يستطيع الشخص أن يتعرف على نوع الشيء الذي رآه في نومه، وكيفية التعامل معه.
لكن ينبغي التأكيد على أنه إذا أراد أن يعرف تفسير ما رأى أن يبحث عن شخص ثقة، يتقي الله، ويعرف كيف يفسر الأحلام والرؤى بطريقة شريعة؛ لكي يتجنب الوقوع في المحذورات الشرعية، أو مداخل الشيطان.
ويمكنك الحصول على تفسير لحلمك من خلال التواصل مع أحد مفسرينا الموثوقين.
تعرف على أبرز ما جاء في تفسير حلم المطر:
تعرف على تفسير حلم النمل بالتفصيل. تفسير حلم النمل يلاحقني، تفسير عدد وحجم النمل في المنام، تفسير سماع النمل في المنام، تفسير حلم النمل يطير في المنام، وغير ذلك
نعرض من خلال هذا المقال أبرز حقائق عالم الأحلام مثل تعريف الحلم، ومتى يحدث، ولماذا ننسى معظم أحلامنا، وغير ذلك فتابع معنا.