كيفية الاستعداد لرمضان، موضوع يشغل أذهان العديد من الناس الذين يلجأون لهذا الشهر الكريم لتجديد أرواحهم، والتوبة إلى الله، والشعور بالروحانيات الربانية العظيمة في أيامه المباركة.
فقد ذكره الله في القرآن الكريم، وعظم من شأنه فقال "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وكلم فيه البشرية، وهو الشهر الذي اصطُفِي فيه الرسول، وبُعث نبياً، وأُمر بالبلاغ.
عظم الله فيه الأجر وفيه ليلة العبادة فيها خير من ألف شهر، وفيه تعتق الرقاب من النار، ويتضاعف أجر العبادات لبلوغ الجنة، ولذلك على كل مسلم معرفة كيفية الاستعداد لرمضان، والاستفادة القصوى منه.
نعرض لكم من خلال المقال كيفية الاستعداد لرمضان، وأهم 10 نصائح لاستغلاله بالشكل الأمثل، ونذكر أهم الأحاديث النبوية التي جاءت عن فضله.
يعد شهر رمضان فرصة لكل إنسان للتوبة، والتغيير، والهداية من الله، إليكم أهم النصائح حول كيفية الاستعداد لرمضان:
وراء أي عمل صالح للمسلم نية صافية، ورغبة مُلحة للقيام بهذا العمل، استناداً لقول الرسول "إنما الأعمال بالنيات".
ويمكنك تحديد النوايا الرئيسة لكل الأعمال التي ترغب بتنفيذها، فقط اكتبها بشكل واضح، حتى تتذكر دائماً ما أنت مقدم عليه، فعلى سبيل المثال:
كتابتك لنواياك ورغباتك له جزاء النية الصالحة، ويعد تذكيراً وتشجيعاً لك للقيام بها في شهر رمضان.
بعد تحديد النوايا لشهر رمضان، يمكنك التخطيط للعبادات للاستفادة من فضل الشهر الكريم قدر المستطاع، فيمكنك تحديد:
من أفضل الطرق حول كيفية الاستعداد لرمضان لأداء العبادات بشكل سلس، هو الاهتمام بها قبل شهر رمضان استعداداً لها، فهناك من يجمع الصلوات، وآخر لا يستطيع المحافظة على ورد القرآن، وقراءة أذكار الصباح والمساء، وبعض العادات الأخرى.
ولذلك عليك بتطبيق هذا التخطيط قبل شهر رمضان، فرجب وشعبان من الأشهر الكريمة التي تعد مواسم الزرع والسُقي لجني الحصاد في رمضان.
فيمكنك قضاء الصلاة في وقتها قدر المستطاع، والابتعاد عن العادات السيئة، مثل: سماع الأغاني، والتلفظ بالألفاظ السيئة، والصيام على الأقل يومان في الأسبوع، وقراءة أجزاء من القرآن مع الحرص على تدبرها.
ومن أهم الخطط حول كيفية الاستعداد لرمضان هي التوبة، فكلنا نرتكب أخطاء، ولكن باب التوبة دائماً مفتوح لكل تائب، وفي إقبال الشهر الكريم عليك بالتوبة، ومراجعة نفسك، وإزالة الحُجُب بينك وبين الله.
والتوبة واجبة كل وقت، ولكن لكي ينفتح قلبك على العبادة، عليك التعجيل بالتوبة إلى الله، وتحسين العلاقة بينك وبين الناس من إعطاء الحقوق، والمشاعر السلبية، والقسوة، والخصومة، حتى تنشغل بالعبادة بقلبٍ طاهر.
وروى الأغر بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس توبوا إلى الله، إني أتوب إليه مائة مرة كل يوم).
ويعُد رمضان شهر تحقيق الدعوات، ولذلك عليك بإعداد قائمة بأحلامك التي ترجوها من الله، فقط اكتب كل ما تريد تحقيقه، وادعو به طوال أيام الشهر الكريم، وخاصةً، في وقت الإفطار، وفي السجود، وفي قيام الليل، وجميع الأوقات المستحبة.
فقد كان بعض السلف يصلون إلى الله ستة أشهر، ويدعون أن يحيوا إلى رمضان، ثم يصلون ستة أشهر بعده ليتقبل منهم، فعلى المسلم الدعاء لله أن يحيا حتى رمضان مع دينٍ قوي، ونفس مقبلة على العبادة، وأن يسأله أن يعينه على أداء العبادات، ويتقبلها منه.
ابحث عن أهم السُنن النبوية، واتبعها، واجعلها من عاداتك اليومية، وتعرف على عادات الرسول وتعلمها منه؛ فكل عاداته تعود عليك بالنفع، ولك أجر عظيم للامتثال بسُنة رسول الله.
وعليك طلب العلم لتتمكن من اتباع أحكام الصيام، واستيعاب فضائل رمضان الكثيرة، والجلوس مع أفراد أسرتك "الزوجة والأولاد" لإبلاغهم بأحكام الصيام، والصلاة، وتشجيع صغارك على الصيام.
قم أيضاً بإعداد بعض الكتب التي يمكنك قراءتها في المنزل عن أهم أحكام الدين والسنة النبوية، وابتعد قدر الإمكان عن مشاهدة البرامج التليفزيونية غير المفيدة، واستبدل وقتها بالقراءة فيما هو مفيد لك في دينك.
ومن أكثر العبادات المحببة أيضاً لكيفية الاستعداد لرمضان هي الصيام، وشهر شعبان هو الوقت المناسب للصيام التطوعي أو قضاء الأيام الفائتة من رمضان الماضي، وجاء في فضل صيام شهر شعبان عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله ما أراك تصوم في غيره من الشهور كما تصوم في شعبان، قال: هذا شهر لا يلتفت إليه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، أحب أن ترفع أعمالي عندما أصوم".
وعليك أيضاً أن تضع ضمن خطتك في كيفية الاستعداد لرمضان إبراء الذمة من الصيام الواجب، قال أبو سلمة: سمعت عائشة رضي الله عنها، تقول: "أصوم من رمضان السابق ولا أقضي إلا في شعبان".
وقال الحافظ رحمه الله: "ومن حرصها على ذلك في شعبان يفهم أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر".
ومن أفضل الطرق لتحضير نفسك لصيام شهر كامل هو الصيام التطوعي؛ من أجل التحكم في أفعالك ومعدتك، فبإمكانك صيام يومي الاثنين والخميس، إذ أفاد أبو هريرة أن أكثر صيام النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين والخميس، وسُئل عن ذلك فقال: عرض أعمال الناس على الله كل يوم اثنين وخميس، الله يغفر لكل مسلم إلا الذين هجروا بعضهم بعض".
وجاء في صيام الأيام البيض من كل شهر هجري، قال أبو ذر الغفاري: قال رسول الله: يا أبا ذر إذا صمت ثلاثة أيام من كل شهر، فصُم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر".
وقال النبي في فضل الصيام، (قال الله: كلُ خير لابن آدم له إلا الصيام؛ هو لي وأنا أجره، وإن رائحة فم الصائم أفضل عند الله من رائحة المسك).
كيفية الاستعداد لرمضان واستقبال روحانياته تبدأ بالقرآن الكريم، فعليك به لتقترب من الله، وفي كل مرة تقرأه ستكتشف المزيد عن نفسك، وتُصيب روحك السلام والطمأنينة، لا بأس أيضاً بأن تبدأ بمتابعة تفسير آيات الله والسنة النبوية من خلال الاستماع لمقاطع صوتية دينية، أو مشاهدة مقاطع على الإنترنت بشكل يومي، فكلما فهمت أكثر؛ تذوقت حلاوة القرآن.
وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
وقال سلمة بن كحيل: "قيل: كان شعبان شهر قراءة القرآن"، وعندما بدأ شعبان أغلق عمرو بن قيس محله وأتاح وقته لقراءة القرآن.
وقال أبو بكر البلخي: "شهر رجب شهر الغرس، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".
يمكنك استغلال روحانيات الشهور الكريمة على العمل في جوانب مختلفة من شخصيتك، بأن تكون أكثر هدوءًا ،وتعقلًا، وأن تقلل من اندفاعك وغضبك، وتتجنب الحديث عن الآخرين في غيابهم.
فكان النبي يقول: "خيركم من أحسن الخلق والأخلاق".
من أهم الأمور التي يجب أن تهتم بها عند الاستعداد لرمضان هي الاهتمام بما تأكله، فمع وجود وقت أقل للطعام؛ عليك الاهتمام بالطعام الصحي والمغذي.
يجب أن يكون الطعام في الإفطار خفيفاً وصحياً، حتى لا يثقلك عن أداء الفروض، وفي السحور يجب أن تعتمد على العناصر التي تمدك بالطاقة لإنجاز مهامك اليومية، وأداء العبادات الواجبة.
ومن الأمور الخطيرة التي يفعلها البعض، هي الإكثار من الطعام في وجبة الإفطار، وخاصةً: السكريات، لما لها من تأثير سيء على صحة الإنسان، فقد قال الشافعي: لم أشبع نفسي منذ 16 عام لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفهم، ويحث على النوم، ويضعف العبادة.
يجب على المرء أن يُعظم من شعائر الله، فقد قال الله سبحانه وتعالى "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
وأخيراً، نتمنى أن نكون قدمنا أهم النصائح حول كيفية الاستعداد لرمضان من أجل الاستفادة الكاملة منه، كل ما عليك هو إعداد نفسك نفسياً وجسدياً وعقلياً، والاستمرار على تحسين نفسك في أداء العبادات قبل وصول الشهر الكريم، لتكون قادر على الانتقال للمستوى الروحاني المناسب له.
How was the Prophet preparing for ramadan?
Tips to prepare for Ramadan 2022